مراجعة رواية في ممر الفئران لأحمد خالد توفيق

اسم الكتاب : في ممر الفئران

الكاتب : أحمد خالد توفيق

الناشر : الكرمة 

تاريخ النشر : 2016

عدد الصفحات : 384

التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐

سيرة مختصرة للكاتب احمد خاد توفيق

أحمد خالد توفيق، المعروف بلقب “العراب”، هو أحد أعمدة الأدب العربي المعاصر، اشتهر بكتاباته في الفانتازيا والرعب والخيال العلمي، واستطاع بأسلوبه الجذاب والسلس أن يستحوذ على قلوب القراء من مختلف الأعمار. وُلد توفيق في 10 يونيو 1962 وتوفي في 2 أبريل 2018، وخلال مسيرته الأدبية، كتب العديد من الروايات والقصص التي تميزت بعمقها الفكري وسردها المشوق. من أبرز أعماله سلسلة “ما وراء الطبيعة” التي رسخت مكانته ككاتب مبدع ومبتكر في أدب الرعب. تتميز رواياته بتقديمها رؤى نقدية للمجتمع وتعبيرها عن القضايا الإنسانية بأسلوب يتسم بالبساطة والعمق في آن واحد.

تحليل الرواية: الحلم واليقظة

في روايته “في ممر الفئران”، يقدم توفيق معالجة أعمق وأطول لأسطورة “أرض الظلام” من سلسلة “ما وراء الطبيعة”. تعتمد الرواية على سرد متوازي لعالمين مختلفين: عالم واقعي يعيش فيه بطل الرواية، الشرقاوي، في غيبوبة طويلة، وعالم كابوسي مظلم يدخل وعيه فيه. يجد الشرقاوي نفسه في هذا العالم الكابوسي بعد حادثة طبيعية حجبت أشعة الشمس، محولة الأرض إلى مكان مظلم بالكامل. في هذا العالم، يسود الظلام بشكل حرفي ومجازي، حيث يقمع القومندان الناس ويحتكر النور لنفسه ولحفنة من النخبة، بينما يعيش الباقون في جهل وقهر.

استخدام أحمد خالد توفيق للسرد المتوازي يعمق من تأثير الرواية على القارئ، ويجعله يعيش حالة من الترقب والتساؤل المستمر. التنقل بين ذكريات النور في الماضي وظلام الحاضر يخلق جواً من الغموض والتشويق، ويضيف بعداً فلسفياً للرواية. كما أن الأسلوب السردي المتنوع، الذي يتراوح بين السارد الموضوعي والداخلي، يضفي تنوعاً وإثارة على الأحداث. شخصية الشرقاوي تمثل الأمل والنبوءة، وهو الرجل الذي يحاول إعادة النور إلى هذا العالم المظلم، مما يجعله رمزاً للنضال ضد القهر والظلم.

العقدة الأساسية والإحالات…

تحمل الرواية العديد من الرموز والإسقاطات السياسية والاجتماعية، مما يجعلها تتجاوز حدود الرواية التقليدية لتصبح نقداً لاذعاً للواقع المعاصر. القومندان يمثل الطغيان والاستبداد، بينما يعكس “ممر الفئران” الواقع المظلم الذي تعيشه الشعوب تحت حكم القمع والجهل. تُظهر الرواية كيف يمكن للإنسان أن يتكيف مع الظلام، سواء كان هذا الظلام بصرياً أو فكرياً، وتؤكد على أهمية السعي نحو النور كرمز للحرية والمعرفة. تأثرت الرواية برواية “1984” لجورج أورويل و”العمى” لخوسيه ساراماغو، حيث تشترك في تقديم عوالم ديستوبية مظلمة تعكس واقع المجتمعات تحت الحكم الاستبدادي.

تقييم القراء للرواية

تلقى أحمد خالد توفيق تقييمات إيجابية من القراء لرواياته بشكل عام، ورواية “في ممر الفئران” خصوصاً. تُعد الرواية واحدة من أبرز أعماله في أدب الديستوبيا، حيث تجمع بين التشويق والإثارة والتأمل العميق في قضايا المجتمع والإنسانية. النهاية المفاجئة للرواية صادمة وتحتمل عدة قراءات، مما يجعلها تظل في ذهن القارئ لفترة طويلة بعد الانتهاء من القراءة. تمكن توفيق من خلق رواية تجذب القارئ من أول صفحة حتى النهاية، وتجعله يتساءل عن حاله وحال مجتمعه، مؤكداً على أن الخلاص ليس دائماً ممكناً، وأن الأمل قد يكون وهماً في بعض الأحيان. “في ممر الفئران” هي شهادة على عبقرية أحمد خالد توفيق في نسج الحكايات التي تمس الوجدان وتفتح الأذهان.

أوصي بهذه الرواية وبشدة

اترك تعليقاً